-A +A
شتيوي الغيثي

تفاوتت آراء المثقفين والأدباء في السعودية حول مؤتمر الأدباء الرابع المقام في المدينة المنورة بين سخط عام وثناء عام أو حتى تلك الآراء التي تنتقد بشكل تفصيلي، وإذا استثنينا المثقفين أو الأدباء الذين ينتقدون لأجل أنهم لم ترسل لهم دعوات فيتحول إلى ساخط ثقافي يصب جام غضبه على المؤتمر ومنظميه.. أقول : إذا استثنينا هؤلاء الذين لا يهمهم إلا مصلحتهم الخاصة فإن ذلك النقد لم يعطِ صورة تفصيلية عن المؤتمر.

وبحكم أنني حضرت هذا المؤتمر بحكم سكني في المدينة وسهولة حضوري الفعاليات، فإني أرى أن الأمر يتراوح بين عدة أشياء :
أولا : من الواضح أن هناك جهودا كبيرة في إنجاح المؤتمر، وتبرز هذه الجهود بإخلاص الفاعلين والعاملين عليه من الموظفين الذين كان ضغط العمل عليهم كبيرا، وهم جنود المؤتمر المجهولون الذين يستحقون فعلا التكريم على ما يبذلونه من إخلاص وتفان في العمل.
ثانيا : كثافة الأوراق كانت عائقة عن قدرة الحاضرين لمتابعة الفعاليات فضلا عن ضعف الكثير منها وجودة القليل الذي فعلا كان يستحق الحضور والتفاعل.
ثالثا : إذا كان المنظمون يتحججون بعدم مسؤوليتهم عن ضعف أوراق العمل لكون هذا ما تقدم به الكثيرون (وهو عذر غير مقبول) فكيف يمكن فهم اختيار ضعف الشعراء في الأمسية التي تلت حفل الافتتاح، وباستثناء الشاعر الجميل: إبراهيم زولي الذي ظلم كثيرا في تلك الأمسية، فإن كل المشاركين الخمسة الآخرين كانوا أضعف من ضعيفين في مستواهم الشعري. فهل عقمت جزيرتنا العربية من شعرائها حتى يتم اختيار شعراء وشاعرات بهذا الضعف؟.
رابعا: الجلسات الحرة على هامش الملتقيات والمؤتمرات هي أجمل ما في تلك اللقاءات السنوية، ولذلك كان يجب وضع الاهتمام بها بحيث تعطى مساحة أوسع لها من تكثيف أوراق ضعيفة تحد من لقاءات الأدباء وحواراتهم الحرة.
خامسا: تبقى التوصيات هي أهم ما في كل تلك المؤتمرات والملتقيات فإذا لم يتم تفعيل أكثرها من قبل الوزارة فإنه لا قيمة لتكرار المؤتمرات والهدر المالي الكبير، إلا أن يكون ملتقى لجمع الأدباء فقط..
في الأخير هو ملتقى للأدب السعودي، وليس للأدباء حيث كان يجب أن يطرح قضاياهم أكثر من قضايا الأدب.